العولمة والهوية الثقافية for Dummies



الأول ميتافيزيقي لأنه يفصل الجوهر عن وقائعه التاريخية؛ إذ يرى في الشخصية الثقافية جوهرا أو تركيبة نفسية عقليه ثابتة ينبغي الانطلاق منها بصرف النظر عن الأوضاع التي أنتجتها، الاجتماعية، الاقتصادية، التاريخية، والفكرية.

لا شك أن الانفتاح على الآخر قد أصبح واقعًا، لا يمكن تجاهله؛ وذلك لأن الثقافة بمختلف مكوّناتها الفنيّة والأدبيّة والبصريّة والسمعيّة هي أجمل وأثمن ما تمتلكه شعوب العالم, وهي الصناعة العصريّة الناعمة التي أثبتت فاعليتها في التسويق للشعوب والأمم على مرّ العصور. وقد قيل: «إن الثقافة هي الشيء الوحيد الذي يبقى عندما ننسى كل شيء آخر». وعليه فإن الحفاظ على المكونات الثقافية للبلدان وتعزيزها أصبحا ضرورة ملحّة في زمن العولمة؛ فالهوية الوطنية التي ننطلق منها للتعريف بأنفسنا أمام العالم هي في الأساس هُوية مختزلة بعمق في الإنتاج الثقافي المحليّ قديمًا وحديثًا ومستقبلاً.

أن الموقف برمته يدعونا إلى تنبيه مفكرينا والمسئولين في وزارات الخارجية، والتربية، والثقافة، والشؤون الاجتماعية، خاصة إدارات المؤتمرات والمنظمات الدولية إلى الأهتمام بالمشاركة الأيجابية في العمل الدولي والتعبير من خلاله عن ثقافة وقيم الدول التي يمثلوها، والمتابعة المبكرة لما يجري الأعداء له في مطابخهم حتى لا نفاجأ بمثل ما حدث في المؤتمرات المشار إليها.

مظاهر التنوع الثقافي في العالم وبعض أبعاد الهوية الثقافية

صياغة استراتيجية عربية للتعامل مع العلم والتكنولوجيا الحديثة، وإعادة النظر فى المناهج الدراسية والجامعية على نحو يهدف إلى تأصيل الملامح الحضارية فى الشخصية العربية لمواجهة تحولات عالم اليوم.

للأسف أن الغرب حريص على فرض قيمه الاجتماعية والثقافية وعولمتها والتي تمثل أسوأ ما عنده بينما لا يسعى إلى عولمة العلم والتقدم حيث يجب الاحتفاظ به.

وإذا كان البعض يشبه العولمة بالقطار إما أن تركب إذا أردت التقدم والوصول أو البقاء في المكان مع التعرض للمخاطر ويفوتك الركب، والقطار يسير إلى قدر محتوم معلوم كما ذكره فوكوياما في كتابه نهاية التاريخ وتأثر به كثير من الكتاب فإن هذا المثال غير صحيح لأن العولمة تتجاذبها قوى متعددة يمكن التأثير فيها.

. إلخ) كمكوّن حيوي، يعزّز الغايات الاقتصادية المتمثلة في السياحة والاستثمار, والأهداف السياسية المتمثّلة في التسويق الأممي للدول، وتكوين انطباعات إيجابية عنها.

ولعل التركيز على البعد الاقتصادي في تعريف العولمة نابع من كونها نتاجًا لتطور النظام الرأسمالي وحاجته إلى التوسع المستمر في الأسواق، وعلى الرغم من غلبة البعد الاقتصادي على أغلب تعريفات العولمة، فإن دلالة المصطلح في تطورها استقرت على أنها ظاهرة تتداخل فيها أمور الاقتصاد والسياسة والثقافة والاجتماع والسلوك، ويكون الانتماء فيها إلى العالم كله عبر الحدود السياسية الدولية، ويحدث فيها تحولات على مختلف الصور تؤثر في حياة الإنسان في كوكب الأرض أينما كان.

كما أن الحفاظ على الثقافة الوطنية لا يعني إقصاء ثقافة الآخر؛ لأننا نحتاج إلى أن نفهم الآخر، ونتعرّف عليه؛ حتى يتسنى لنا تحقيق التبادل الثقافي على أكمل وجه، وإزالة أي فهم أو انطباع خاطئ ناتج من الجهل بالاختلافات الثقافية بين الشعوب. وبذلك تحمي الدول هويتها من التأثير السلبي للخمول الثقافي في نظام العولمة النشط.

وهناك وسائل عديدة لمواجهة خطر العولمة في المجالات المتعددة: 

بعد التغييرات الجوهرية التي طرأت على الحياة المعاصرة، وحلول عصر العولمة الذي نعيش تفاصيله وتطوراته يومًا بعد يوم، أصبحنا كلنا أفرادا نتقاسم هذا العالم كمجتمع واحد يواجه المخاطر ذاتها ويتشارك نور مختلف السمات على الرغم من جميع الاختلافات في الهويات والثقافات والتجارب، ومع تزايد الاهتمام في الأيام الأخيرة بموضوع الهوية لوطن أو مجتمع ما ومع تكثيف النقاشات والأطروحات المهتمة بالموضوع بجوانبه المختلفة، فإنه ما زال مفهومًا فضفاضًا صَعُبَ تحديده، ولكن تم تقسيمه إلى مفاهيم فرعية كالهوية الشخصية أو الفردية، والهوية الاجتماعية والثقافية، والهوية الجماعية، واختص اهتمام الهوية الجماعية بهوية القوميات والأقليات الثقافية، الدينية أو الإثنية، وذلك حسب تعريف معجم العلوم الإنسانية لجان فرنسوا دورتيه، فباعتبار أن الهوية ما هي إلا مجموعة الأوصاف والسمات الخاصة بالموصوف، أو في رؤية أخرى تصبح مجموعة الصور والسمات العامة التي يطلقها الآخر، وقد عرفتها الكاتبة منى الدسوقي على أنها ببساطة "من نحن؟ على المستوى الجماعي، ومن أنا؟ على المستوى الفردي"، ولغويًّا ورد تعريف الهوية في المعجم الوسيط على أن الهُوية هي إحساس الفرد بنفسه وفرديته وحفاظه على تكامله وقيمته وسلوكياته وأفكاره في مختلف المواقف.

فكيف يمكن التوفيق بين التيارين المتعارضين، حتى تكون لدينا نظرة موضوعية عن فكرة العولمة؟ إن ما يهمنا أكثر في هذ الصدد هي العولمة الثقافية.

تشير العولمة القديمة -على نحو تقليدي- إلى مرحلة في تاريخ العولمة تتضمن الأحداث والتطورات التي أخذت في العولمة منذ عصر الحضارات الأولى وحتى القرن السادس عشر تقريبًا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *